يمتاز هذا البرنامج بأنه يضمن تخريج أطباء بيطريينذو قدرات خاصة مميزة فى واحدة من أهم وأخطر المجالات التى كل فرد فى المجتمع المحلى والدولى، الا وهى مجالات جودة ومراقبة وسلامة الأغذية.
أن دول العالم المختلفة، حكومات وقطاع خاص، تنفق سنوياً مليارات الدولارات على ضبط جودة الأغذية وضمان سلامتها ومراقبتها ومكافحة الأمراض التى يحملها الغذاء، بشتى الطرق، حماية لمستهلكيها. وفى الولايات المتحدة الأمريكية هناك 76 مليون حالة تفشى أمراض يحملها الغذاء تحدث سنوياً، ويكفى أن نقول أن حساب تكلفة سبعة أممراض منها فقط وصل إلى من 15 – 34 مليار دولار سنوياً، هذا بخلاف عدد الوفيات الذى وصل إلى 5000 فرداً سنوياً.
أن مصر تعانى من المشاكل الخاصة بسلامة الأغذية، فى الشارع وفى الفنادق والمستشفيات والبواخر العائمة والعوامات الثابتة والأماكن السياحية والمطاعم والكافيتريات وأماكن الوجبات الجاهزة السريعة والتجمعات والمدارس والمدن الجامعية والمصانع، ألخ، وكل يوم تطالعنا الصحف ووسائل الإعلام الآخرى بحوادث تفشى أمراض الغذاء والتسمم الغذائى وتلوث الأغذية فى العديد من محافظات مصر، لذلك اهتمت مصر وكل دول العالم، بحماية صحة المستهلك وتوفير كافة الطرق والوسائل والمصادر التى تضمن القدر الكافى من مراقبة وسلامة الأغذية ومن هذا المنطلق قررت الدولة إنشاء هيئة مستقلة تقوم بالرقابة على الأغذيةن تسمى "الهيئة المصرية لسلامة الغذاء".
ولما كان العنصر البشرى المتخصص المدرب على مهارات وتحديات مراقبة وسلامة الأغذية فى كافة منافذ وقطاعات الدولة هو أهم مصادر هذه الهيئة التى سوف تنشأ (هيئة سلامة الغذاء)، فيصبح الطبيب البيطرى المتخصص فى هذا المجال، وعلى وجه الخصوص وبالدرجة الأولى فى مجال جودة ومراقبة وسلامة الأغذية ذات الأصل الحيوانى، مثل اللحوم والدواجن والأسماك والألبان والبيض والزيوت والدهون ومنتجاتها ومخلفاتها، والتى تعتبر الأغذية الأكثر خطورة وتحتاج إلى اهتمام خاص، هو الخريج الوحيد على مستوى العالم المؤهل للقيام بهذا الدور الهام.
إن الدراسة التقليدية فى كليات الطب البيطرى تغطى تخصصات عديدة، ومنها مراقبة الأغذية، ولكن قلة عدد الساعات التدريسية، والمناهج وطريقة التدريس وضييق الوقت وعدم وجود الإمكانيات اللازمة كانت دائماً العائق نحو تخريج طبيب بيطرى يستطيع القيام بالدور المطلوب فى مجال جودة ومراقبة الأغذية.
لذلك يضمن هذا البرنامج الجديد تخريج أطباء بيطريين ذو قدرات خاصة مميزة فى مجال جودة ومراقبة الأغذية فى كافة ممنافذ وقطاعات الدولة، وعلى وجه الخصوص فى قطاعات الصحة والزراعة والتجارة والصناعة، والسياحة والفنادق والطيران، لما لهم ممن أهمية خاصة ومردود مباشر على الاقتصاد القومى.
إن سوق العمل فى كل هذه القطاعات تحتاج إلى ممثل هذا الخريج المميز الذى يجمع بين مهارات وقدرات عديدة فى الطب البيطرى بصفة عامة، وجودة ومراقبة الأغذية بصفة خاصة والتى تكون وحدها أكثر من 60% من المناهج والساعات التدريسية والمعتمدة فى هذا البرنامج. هذا بخلاف أن الذى سيقوم بالتدريس والتدريب هم نخبة من صفوة الأساتذة من كليات الطب البيطرى والزراعة والطب البشرى والسياحة ولافنادق، وكذلك بعض المختصين المميزين من الوزارات والهيئات المختلفة والمعنية بجودة ومراقبة الأغذية، مثل المعامل المركزية لتحليل الأغذية بوزارة الصحة ومعهد بحوث صحة الحيوان، والمعامل المرجعية المعتمدة بوزارة الزراعة، ومعامل الهيئة العامة للرقابة معلى الصادرات والواردات بوزارة التجارة الخارجية ومختبرات ضبط الجودة والمعايرة بوزارة الصناعة، وأنشطة تقديم الغذاء فى قطاع السياحة والفنادق، الخ.
ولما كان هذا البرنامج الجديد صمم ليضمن تخريج أطباء بيطريين ذو قدرات خاصة مميزة فى مجال جودة ومراقبة الأغذية، فتبقى الفرصة متاحة لهؤلاء الأطباء للعمل فى القطاع الخاص والاستثمارى، وبالتحديد فى شركات الأغذية والتى يفوق تعدادها فى مصر حالياً أكثر من 3500 شركة، والتى ما زالت تبحث عن الخريجين المؤهلين للقيام بتوكيد جودة الأغذية ومراقبتها للتأكد من توافقها مع المعايير المحلية والدولية وضماناً لسلامة منتجاتها. هذا بخلاف سهولة اشتراك هؤلاء الخريجين المميزين فى أعمال برامج إدارة الجودة والسلامة الغذائية (ISO 9001, ISO 22000, HACCP, ete.) مثل المراجعة والتدفق والتأهيل والتدريب، بعد اجتياز الدورات التدريبية والمتطلبات اللازمة.
إن المتخصصين فى المجلس الأعلى للجامعات ق قامو قبل الموافقة على هذا البرنامج بدراسة كافة الجوانب الفنية له، واستطلاع رأى اللجان المختصة، واحتياج سوق العمل فى السنوات القادمة، وكذلك أصحاب المصالح المختلفة ضماناً لمستقبل هذا الخريج.
